في الخارج ـ بمعنى كون الفعل غير معلوم العنوان للمكلّف بأن لا يعلم أنّ شرب هذا المائع مثلا شرب خمر أو شرب خلّ ـ يلزم اختصاص الحديث بالشبهات الموضوعيّة.
وربما يقال بأنّ المراد من الموصول هو الفعل الخارجي لا غير ، وذلك لامور :
الأوّل : أنّه لا شكّ في أنّ المراد بالموصول في بقية الفقرات هو خصوص الفعل الخارجي ؛ لأنّ الفعل هو الذي يتعلّق به الاضطرار والإكراه وهكذا ، ولا معنى لتعلّقها بالحكم ، فيكون المراد من الموصول في فقرة «ما لا يعلمون» هو الفعل أيضا بشهادة وحدة السياق.
وقد أجيب عن هذا الأمر بجوابين :
الأوّل : ما أفاده المحقّق العراقي قدسسره (١) من إنكار أصل وحدة السياق ، حيث إنّ من الفقرات في الحديث : الطيرة والحسد والوسوسة ، ولا يكون المراد منها الفعل ، فمع هذا الاختلاف كيف يمكن دعوى ظهور السياق في إرادة الموضوع المشتبه؟!
مضافا إلى أنّ ذلك يقتضي ارتكاب خلاف ظاهر السياق من جهة اخرى ، فإنّ الظاهر من الموصول في «ما لا يعلمون» هو ما كان بنفسه معروض عدم العلم كما في غيره من العناوين الاخرى كالاضطرار والإكراه وغيرهما ، حيث كان الموصول فيها معروضا للأوصاف المزبورة ، فتخصيص الموصول بالشبهات الموضوعيّة ينافي هذا الظهور ؛ إذ لا يكون الفعل فيها بنفسه معروضا للجهل ، وإنّما المعروض له هو عنوانه.
__________________
(١) نهاية الأفكار ٣ : ٢١٦.