الأوّل : لا شبهة في أنّه يعتبر في صدق الزيادة الحقيقيّة في الشيء أن يكون الزائد من سنخ المزيد عليه ، وبدونه لا يكاد يصدق هذا العنوان ، ولذا لا يصدق على الدهن الذي اضيف إليه مقدار من الدبس أنّه زاد فيه إلّا على نحو من العناية.
نعم ، الصادق إنّما هو عنوان الزيادة على ما في الظرف بعنوان كونه مظروفا ، لا بعنوان كونه دهنا ، فقوام الزيادة حينئذ في المركّبات إنّما هو بكون الزائد من سنخ ما اعتبر جزء أو شرطا لها. فإذا كان المركّب بنفسه من العناوين. القصديّة كالصلاة ـ مثلا ـ على ما هو التحقيق يحتاج في صدق عنوان الزيادة فيها إلى قصد عنوان الصلاتيّة بالجزء المأتي به أيضا ، وإلّا لا يكون المأتي به حقيقة من سنخ الصلاة ، فلا يصدق عنوان الزيادة.
الثاني : يعتبر أيضا في صدق عنوان الزيادة في الشيء أن يكون المزيد فيه مشتملا على حدّ مخصوص ولو اعتبارا حتّى يصدق بالإضافة إليه عنوان الزيادة وعدمها ، كما في ماء النهر ـ مثلا ـ ، فإنّه لا بدّ في صدق هذا العنوان من أن يفرض للماء حدّ مخصوص ، ككونه بالغا إلى نقطة كذا ليكون الزائد موجبا لانقلاب حدّه الخاصّ إلى حدّ آخر ، وإلّا فبدون ذلك لا يصدق عليه هذا العنوان ، وكذلك الأمر في المركّبات ، ففيها أيضا لا بدّ من اعتبار حدّ خاصّ فيما اعتبر جزء لها في مقام اختراع المركّب.
الثالث : أنّ أخذ الجزء أو الشرط في المركّب في مقام اعتباره واختراعه يتصوّر على وجه ثلاثة :
أحدها : اعتبار كونه جزء أو شرطا على نحو «بشرط لا» من جهة الزيادة في مقام الوجود والتحقّق.