أفاد سيدنا الاستاد بأن الاولى عدم التعرض لهذا القسم اذ لا يترتب على البحث حوله اثر عملى فان الوظيفة بالنسبة الى زمان ورود المخصص وما بعده رفع اليد عن العموم اما للتخصيص واما للنسخ فالنتيجة واحدة وانما تظهر النتيجة لمن كان مدركا لكلا الزمانين.
وبعبارة اخرى : بعد ورود المخصص ترفع اليد عن العموم اما لاجل النسخ واما لاجل التخصيص.
الصورة الثانية : ما لو دار الامر بين كون احد الدليلين مخصصا وكون الآخر ناسخا كما لو ورد خاص أولا كقوله لا تكرم الفساق من العلماء ثم ورد قوله اكرم العلماء فيدور الامر بين كون العام المتأخر ناسخا للخاص المتقدم وبين كون الخاص المتقدم مخصصا للعام المتأخر.
وقبل الخوض في البحث نقول : النسخ بمعناه الحقيقي أي البداء لا يعقل في الحكم الشرعي اذ البداء ناش من الجهل تعالى عن ذلك وتقدس فيكون النسخ عبارة عن الابداء في وعاء الشرع وبيان امد الحكم.
وبعبارة اخرى : النسخ في الحكم الشرعى عبارة عن التخصيص الازماني.
ثم ان النسخ بالمعني الذي ذكرناه يمكن تحققه بعد زمان النبي صلىاللهعليهوآله اذ يمكن أن يكون للحكم الفلاني بحسب الوقع امد وبينه الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآله لخلفائه وهم بينوه للناس في الوقت المقرر من قبل الشارع الاقدس.
اذا عرفت ما تقدم نقول : قد ذكرت لتقديم التخصيص على النسخ وجوه الوجه الاول : كثرة التخصيص بحيث اشتهر «انه ما من عام إلّا وقد خصص».