خلاف الوجدان فان جملة من النجاسات لا تكون قذرة بالقذارة التكوينية مثلا الاسبرتو المتخذ من المسكر على القول بكونه نجسا كيف يمكن الالتزام بكونه ذا قذارة واقعية والحال انه يضاد المكروبات وايضا كيف يمكن الالتزام بكون الماء الكر الذي يكون مملوء من الكثافات نظيف بالنظافة الواقعية.
اضف الى ذلك ان الطهارة الظاهرية كيف يمكن أن تكون أمرا واقعيا والحال انه يمكن أن يكون الطاهر الظاهري نجسا في الواقع فهل يمكن أن يكون شيء واحد نظيفا وقذرا؟ كلا ثم كلا فالحق انهما من الاحكام الوضعية المجعولة.
ومنها : الجزئية والشرطية والمانعية والقاطعية والحق انها امور انتزاعية ولا تكون من الاعتباريات القابلة للجعل فانها لا دخل للجعل فيها فاذا أوجب المولى مركبا من امور كالصلاة ينتزع من وجوب المركب الجزئية من كل واحد من اجزائه وتنتزع الكلية من نفس المركب الواجب.
والدليل على عدم كون الجزئية مجعولة ان المولى لو صرح بأنه لم اجعل الجزئية للاجزاء ينتزع العقل الجزئية ولا يكون اختيار المولى وجعله دخيلا فيها وجودا وعدما وقس عليها الشرطية والمانعية والقاطعية.
ومنها : الحجية فان الحق ان الحجية لا تكون من الاحكام الوضعية ولا تكون قابلة للجعل بل هي منتزع من جعل شيء طريقا.
وبعبارة اخرى : الحجية تنتزع من كل أمر يكون قابلا لأن يحتج به العبد على المولى أو المولى على العبد كالقطع مثلا فاذا جعل المولى شيئا طريقا بينه وبين عبده وعلامة بينهما ينتزع منه الحجية فلاحظ.