عبل الذراع ينشر الوعي ، ويفتح آفاق الفكر ويضيء جوانب الحياة ويدمّر الجهل ، ويحطّم الشرك.
( ٩ )
واستوعبت شخصية هذا الإمام الملهم العظيم أفكار العلماء وروّاد الفكر من مسلمين وغيرهم في جميع الأعصار والأمصار ، فقد أذهلهم ما أثر عنه من العلوم والمعارف التي لم يعرفها الشرق العربي وغيره ، وتحدّثوا ـ بإعجاب ـ عن روعة قضائه ، وسموّ بلاغته ، وإعجاز فصاحته وما خلّفه من ثروات تعدّ من مناجم الأدب وذخائر الفكر والبيان ، يقول ابن أبي الحديد : « ما أقول في رجل تعزى إليه كلّ فضيلة ، وتنتهي إليه كلّ فرقة ، وتتجاذبه كلّ طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها ، وسابق مضمارها ، ومجلّي حلبتها ».
وقد تناول العلماء والادباء البحث عن شخصيّته ، وكتبوا عشرات الكتب عن سيرته ، ومئات المقالات عن حياته ومآثره ، ومن المؤكّد أنّهم لم يلمّوا بجميع مناحي شخصيّته وإنمّا ألقوا الأضواء عليها.
إنّ معالم شخصية الإمام وما خلّفه من الثروات الفكرية والعلمية قد حفل بها الكثير من المخطوطات العربية التي ضمّتها خزائن المخطوطات في مكتبات العالم.
وعلى أي حال فإنّي على يقين لا يخامرني شكّ أنّه لا يستطيع أي عالم مهما بذل من جهد شاق أن يلمّ بشخصية هذا العملاق العظيم ويحيط بمكوّناته النفسية والعلمية فإنّ الإحاطة بذلك أمر بعيد المنال.
( ١٠ )
لا أعتقد أنّ شخصية في التاريخ الإنساني اختلفت فيها آراء الناس كشخصية