لانكسر البيض ، والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يراهم وهو يدعو : « اللهمّ أعم أبصارهم ».
وأعمى الله أبصارهم ، وسلب لبّهم ، وقال أبو بكر للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو نظروا إلى أقدامهم لرأونا .. وبلغ به الخوف أقصاه ، فقال له النبيّ :
« لا تخف إنّ الله معنا ».
ونزلت الآية الكريمة على النبيّ العظيم : ( إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (١) ، ونزل رجل من قريش فبال على باب الغار ففزع أبو بكر ، وقال : يا رسول الله ، قد أبصرونا ، فنهره النبيّ وقال له : « لو أبصرونا ما استقبلونا بعوراتهم » (٢).
ولمّا أمن النبيّ وأبو بكر من الطلب خرجا من الغار متّجهين نحو المدينة المنوّرة.
ولمّا علم أهالي يثرب بتشريف النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هرعوا جميعا لاستقباله ، وقد علت زغاريد النساء وهن ينشدن :
طلع الفجر علينا |
|
من ثنيّات
الوداع |
وجب الشّكر
علينا |
|
ما دعا لله داع (٣) |
__________________
(١) التوبة : ٤٠.
(٢) مجمع البيان ٥ : ٣٠.
(٣) البداية والنهاية ٣ : ٢٤١.