تقديم
( ١ )
من جهاد الرسول الأعظم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكفاح أخيه ووصيّه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام انطلقت أشعة النور التي أضاء سناها في سماء الجزيرة العربية ، وامتدّت موجاتها المشرقة إلى امم العالم وشعوب الأرض ، وهي تحمل التحرير الكامل لفكر الإنسان وإرادته وسلوكه ، وتقدّم له منهجا متطوّرا وإصلاحا شاملا لجميع مناحي حياته ، التي منها إشاعة العلم وإقصاء الجهل وتنمية العقل ورفع مستوى الإنسان من مساوئ الحياة إلى حياة تزدهر بالوعي والنور.
من فم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ارتفعت أسمى كلمة في دنيا الوجود إنّها كلمة التوحيد التي تحمل جميع ألوان التحرّر للإنسان ، وتحسم جميع ألوان العبودية لغير الله تعالى خالق الكون وواهب الحياة. وتبنّى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بصورة إيجابية كلمة التوحيد وأعلنها في مكّة ، وحمل لواءها وصيّه وباب مدينة علمه ، وهو يلوّح بها في فضاء مكّة التي كانت موئلا للأصنام والأوثان ، ومركزا لجهل الإنسان وخرافاته.
وهبّت في وجه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الاسر العاتية من قريش مجمعة على إخماد نور الرسالة ، ولفّ لواء القرآن ، وإعادة الجاهلية إلى مجتمعها ، فانبرى إليهم بطل الإسلام الخالد الإمام أمير المؤمنين بشجاعته النادرة محاميا عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ومدافعا عنه فكان