ولد أمير البيان ورائد العدالة الإسلامية الإمام عليهالسلام في يوم الجمعة الثالث عشر من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة (١) وبالحساب الميلادي كانت ولادته سنة ( ٦٠٠ م ) ، وقد ولد قبل البعثة النبوية باثنتي عشرة سنة ، وقيل أقلّ من ذلك.
أمّا الألقاب التي تضفى على الشخص فإنّها تحكي صفاته ونزعاته. يقول الشاعر :
وقلّما أبصرت
عيناك من رجل |
|
إلاّ ومعناه إن
فكّرت في لقبه |
وألقاب الإمام عليهالسلام تشير إلى بعض محاسن صفاته ، وهي :
لقّبه النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك (٢) ، وإنّما لقّب به لأنّه صدّق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وآمن بجميع ما جاء به من عند الله تعالى ، وقد أسلم قبل أن يسلم غيره ، قال عليهالسلام :
« أنا الصّدّيق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر ، وأسلمت قبل أن يسلم » (٣). وقد اشتهر هذا اللقب في عصره وعرف به. يقول الصحابي الكبير مالك الأشتر مخاطبا الإمام عليهالسلام : « أنت الصدّيق الأكبر ». أجل والله إنّه الصدّيق الأكبر الذي لا يضارعه أحد من المسلمين في ذلك.
من الألقاب الكريمة التي عرف بها الإمام عليهالسلام « الوصي » أي وصي
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٩٠ ، وفي تاريخ الخميس أنّه ولد بعد عام الفيل بسبع سنين.
(٢) تأريخ الخميس ٢ : ٢٧٥.
(٣) المعارف : ٧٣. الذخائر : ٥٨. الرياض ٢ : ٢٥٧.