وأنفق الإمام عليهالسلام ليله ساهرا يدعو الله تعالى لينقذه وأخاه من هذه المحنة الحازبة ، وهذا دعاؤه :
يا من ليس له ربّ يدعى ، يا من ليس فوقه خالق يخشى ، يا من ليس دونه إله يتّقى ، يا من ليس له وزير يرشى ، يا من ليس له نديم يغشى ، يا من ليس له حاجب ينادى ، يا من لا يزداد على كثرة السّؤال إلاّ كرما وجودا ، يا من لا يزداد على عظيم ذنوب عباده إلاّ رحمة وعفوا (١).
وأثر عنه أنّه دعا في تلك الليلة الحازبة بهذا الدعاء أيضا وهو :
أمسيت اللهمّ معتصما بذمامك المنيع الّذي لا يحاول ولا يطاول ، من شرّ كلّ غاشم وطارق من سائر من خلقت ، وما خلقت من خلقك الصّامت والنّاطق ، في جنّة من كلّ مخوف ، بلباس سابغة بولاء أهل بيت نبيّك محمّد صلواتك عليه وعليهم ، محتجبا من كلّ قاصد لي بأذيّة ، بجدار حصين الإخلاص في الاعتراف بحقّهم ، والتّمسّك بحبلهم ، موقنا أنّ الحقّ لهم ومعهم وفيهم ، وبهم ومنهم وإليهم ، اوالي من والوا ، وأعادي من عادوا ، واجانب من جانبوا.
فصلّ على محمّد وآل محمّد وأعذني اللهمّ بهم اتّقي من شرّ كلّ ما اتّقيه يا عظيم ، حجزت عنّي الأعادي ببديع السّماوات والأرض وجعلنا من بين ايديهم سدّا ومن خلفهم سدّا فأغشيناهم فهم لا يبصرون يا أرحم الرّاحمين (٢).
__________________
(١) الصحيفة العلوية الثانية : ١١٧.
(٢) البلد الأمين : ٢٧ ـ ٢٨.