هالت الامّ صرخة
جال فيها |
|
بعض شيء من
همهمات الاسود |
دعت الشّبل
حيدرا وتمنّت |
|
وأكبّت على
الرّجاء المديد |
أسدا سمّت ابنها
كأبيها |
|
لبدة الجدّ
اهديت للحفيد (١) |
أمّا أبوه شيخ البطحاء ومؤمن قريش فإنّه دخل الكعبة المقدّسة وناجى الله تعالى بإخلاص أن يلهمه تسمية وليده المبارك قائلا :
يا ربّ هذا
الغسق الدّجى |
|
والقمر المنبلج
المضيّ |
بيّن لنا من
أمرك الخفيّ |
|
ما ذا ترى في
اسم ذا الصّبيّ |
فألهمه الله تعالى أن يسمّيه عليّا ، فخرج من البيت الحرام وهو ينشد أمام قريش :
سمّيته بعليّ كي
يدوم له |
|
عزّ العلوّ وفخر
العزّ أدومه |
لقد كان هذا الاسم المبارك الذي سمّته به السماء من أحسن الأسماء وأجملها ، فقد كان الإمام عاليا في مواهبه وعبقرياته ، وعاليا في إيمانه وسموّ أخلاقه ، وعاليا فيما وهبه الله من طاقات الفضل والأدب والكمال. يقول عبد الباقي العمري :
أنت العليّ
الّذي فوق العلى رفعا |
|
ببطن مكّة عند
البيت إذ وضعا |
سمّتك امّك بنت
اللّيث حيدرة |
|
أكرم بلبوة ليث
أنجبت سبعا (٢) |
__________________
(١) ديوان بولس سلامة : ٤٨.
(٢) ديوان عبد الباقي العمري : ٩٦.