عرض الشاعر الملهم المسيحي بولس سلامة في ملحمته الرائعة في أهل البيت إلى ولادة الإمام في أعزّ بيت من بيوت الله تعالى ، قائلا :
صبرت فاطم على
الضّيم حتّى |
|
لهث اللّيل لهثة
المكدود |
وإذا نجمة من
الافق خفّت |
|
تطعن اللّيل
بالشّعاع الجديد |
وتدانت من
الحطيم وقرّت |
|
وتدلّت تدلّي
العنقود |
تسكب الضّوء في
الأثير دفيقا |
|
فعلى الأرض وابل
من سعود |
واستفاق الحمام
يسجع سجعا |
|
فتهشّ الأركان
للتّغريد |
بسم المسجد
الحرام حبورا |
|
وتنادت حجاره
للنّشيد |
كان فجران : ذلك
اليوم فجر |
|
لنهار وآخر
للوليد (١) |
أمّا شاعر أهل البيت العلاّمة الزكي الشيخ عبد المنعم الفرطوسي فقد كان من أعلام الشعراء ، وقد وهب حياته وفكره للأئمّة الطاهرين ، وقد نظم في ملحمته الكثير من مناقبهم وفضائلهم ، وهي أهمّ موسوعة شعرية في الأئمّة عليهمالسلام ، قال فيما يخصّ ولادة الإمام بالبيت الحرام :
قبسات من
الهداية شقّت |
|
ظلمات العمى
بصبح مضاء |
ولواء التّوحيد
رفّ فلفّت |
|
عذبات الإلحاد
والكبرياء |
ويقين أهاب
بالشّكّ حتّى |
|
أذهب الرّيب من
ضمير الرّياء |
نفحات من
الإمامة أوحت |
|
بشذاها شمائل
الأنبياء |
حملتها أمانة
ورعتها |
|
حين أدّت ما
عندها بوفاء |
__________________
(١) ديوان بولس سلامة : ٤٨.