اذهب بنيّ فما
عليك غضاضة |
|
اذهب وقرّ بذاك
منك عيونا |
والله لن يصلوا
إليك بجمعهم |
|
حتّى اوسّد في
التّراب دفينا |
ودعوتني وعلمت
أنّك ناصحي |
|
ولقد صدقت وكنت
قبل أمينا (١) |
ولقد علمت بأنّ
دين محمّد |
|
من خير أديان
البريّة دينا (٢) |
فاصدع بأمرك ما
عليك غضاضة |
|
وابشر بذاك وقرّ
منك عيونا (٣) |
ودلّ هذا الشعر على إيمان أبي طالب وتفانيه في الولاء لابن أخيه وتصديقه لرسالته.
وعلى أي حال فقد ورمت قلوب القرشيّين غيظا على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وحسدا له ، وممّا زاد في بغضهم للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ما يعلنه من التنديد بالأصنام التي اتّخذوها آلهة يعبدونها من دون الله تعالى ، وقد ازداد حسد الطغاة من قريش للنبيّ حينما كانت الأندية تتحدّث عن سموّ أخلاقه وعظيم ما جاء به من هدى ورحمة وخير إلى الناس وإيمان بعض الناس برسالته.
ورزء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بكارثة كبرى ، وهي وفاة عمّه أبي طالب حامي الإسلامي وأقوى مدافع عنه ، كما ورزئ بوفاة زوجته أمّ المؤمنين خديجة التي كانت من أقوى المناصرين له ، فقد وهبت جميع ما تملكه من الثراء العريض في سبيل الإسلام ، وكانت وفاتها بعد وفاة عمّه أبي طالب بثلاثة أيام (٤) ، وبلغ الحزن من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) إيمان أبي طالب : ٢٥٧.
(٢) تاريخ أبي الفداء ١ : ١٢٠.
(٣) أسنى المطالب : ١٨.
(٤) إيمان أبي طالب : ٢٦١ ، وفي تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٥ أنّ أمّ المؤمنين توفّيت في شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين ، وتوفّي أبو طالب بعدها بثلاثة أيام.