وقد تحدّث الإمام عليهالسلام عن سعة علومه فقال :
١ ـ « بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية (١) في الطّويّ البعيدة (٢)! ».
٢ ـ وقال عليهالسلام : « سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الّذي نفسي! بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين السّاعة ، ولا عن فئة تهدي مائة وتضلّ مائة إلاّ أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ، ومناخ ركابها ، ومحطّ رحالها ، ومن يقتل من أهلها قتلا ، ومن يموت منهم موتا » (٣).
٣ ـ قال عليهالسلام : « لو شئت أن أخبر كلّ رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت ».
وأعربت هذه الكلمات الثلاث عن طاقاته العلمية ، وما منحه الله تعالى من الفضل والعلم الأمر الذي جعله في قمّة العلم ، وقد تحدّثنا في بعض هذا الكتاب عن العلوم التي فتق أبوابها وأسّسها.
من خصائص الإمام عليهالسلام أنّه كان سريع البديهة ، وقد عرضت عليه أهمّ المسائل المعقّدة في المواريث فأجاب عنها بالوقت ، حتى سمّيت بعضها بالمسائل المنبرية ، وروى الحارث الأعور الهمداني ـ وهو من خلّص أصحاب الإمام عليهالسلام ـ أنّه سأل عن مسألة فبادر ودخل الدار ثمّ خرج في حذاء ورداء ، وهو متبسّم ، فبادر بعض الحاضرين ، فقال : يا أمير المؤمنين ، كنت إذا سئلت عن
__________________
(١) الأرشية : الحبال.
(٢) الطوى البعيدة : الآبار العميقة.
(٣) شرح الأخبار ١ : ١٣٩.