المسألة تكون فيها كالسّكّة المحمّاة ، فقال عليهالسلام :
« كنت حاقنا (١) ولا رأي لحاقن » ، ثمّ أنشأ يقول :
إذا المشكلات
تصدّين لي |
|
كشفت حقائقها
بالنّظر |
وإن برقت في
مخيل الصّوا |
|
ب عمياء لا
يجتليها البصر |
مقنّعة بغيوب
الامور |
|
وضعت عليها صحيح
الفكر |
لسانا كشقشقة
الأرحبيّ (٢) |
|
أو كالحسام
اليماني الذّكر |
وقلبا إذا
استنطقته الفنون |
|
أبرّ عليها بواه
درر (٣) |
ولست بإمّعة (٤) في الرجال |
|
يسائل هذا وذا
ما الخبر |
ولكنّني مذرب
الأصغرين (٥) |
|
أبيّن ممّا مضى
ما غبر (٦) |
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض صفاته وعناصره النفسية. ومن المؤكّد أنّه لا يضارعه أحد فيما وهبه الله تعالى من الكمالات ومعالي الآداب والأخلاق.
__________________
(١) الحاقن : الذي اجتمع بوله كثيرا.
(٢) الأرحبي : نسبة إلى أرحب بطن من همدان ، تنسب لهم النجائب الأرحبيّة.
(٣) أبر : زاد على ما استنطقه.
(٤) الأمّعة : الأحمق الذي لا يثبت على رأي.
(٥) المذرب : الحادّ. الأصغرين : القلب واللسان.
(٦) الأمالي ٢ : ١٠١.