اللهمّ وأعل على بناء البانين بناءه ، وأكرم لديك منزلته ، وأتمم له نوره ، واجعله من انبعاثك مقبول الشّهادة ، مرضيّ المقالة ، ذا منطق عدل ، وخطبة فصل.
اللهمّ اجمع بيننا وبينه في برد العيش ، وإقرار النّعمة ، ورخاء الدّعة ، ومنتهى الطّمأنينة ، وتحف الكرامة » (١).
وحفل هذا الدعاء بإحاطة الإمام ومعرفته الكاملة بالرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد أضفى عليه جميع ألوان الحفاوة والتكريم ، ودعا له بالمنزلة الكريمة التي يتبوّؤها في الفردوس الأعلى.
وكان الإمام على يقين لا يخامره شكّ بنبوّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ورسالته ، وكان يثني عليه عاطر الثناء ، وممّا قال فيه :
١ ـ قال عليهالسلام :
« مستقرّه ـ أي النبيّ ـ خير مستقرّ ، ومنبته أشرف منبت ، في معادن الكرامة ، ومماهد السّلامة ؛ قد صرفت نحوه أفئدة الأبرار ، وثنيت إليه أزمّة الأبصار ، دفن الله به الضّغائن ، وأطفأ به الثّوائر ألّف به إخوانا ، وفرّق به أقرانا ، أعزّ به الذّلّة ، وأذلّ به العزّة. كلامه بيان ، وصمته لسان » (٢).
ونرى في هذه الكلمات جميع ألوان التعظيم والتمجيد لشخصيّة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي ما عرفه سوى باب مدينة علمه.
__________________
(١) و (٢) نهج البلاغة ١ : ١٨٦.