ليس في دنيا الأنساب نسب وضّاح التقت به جميع عناصر الشرف والكرامة كنسب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فهو من صميم الاسرة الهاشمية التي عرفت بالنبل والشهامة وقراية الضيف ونجدة الضعيف وحماية الجار وغير ذلك من الصفات الكريمة التي جعلتها في طليعة الاسر العربية سموّا وإشراقا وشرفا ، ونشير ـ بإيجاز ـ إلى بعض مآثرها الرفيعة وإلى كوكبة من أعمدتها وساداتها الذين سجّلوا الفخر والاعتزاز لا لاسرتهم فحسب وإنّما لجميع أبناء العالم العربي.
نقل المؤرّخون بعض المآثر الكريمة التي تميّزت بها الاسرة الهاشمية منذ فجر تأريخها ، وقد شاعت مآثرهم في مجتمع بعيد كلّ البعد عن الفضائل النفسية التي يسمو بها الإنسان ، فقد كانت السمت البارز لأخلاق قبائل مكّة الغلظة والتكبّر والأنانية والقسوة والحسد ووأد البنات وعبادة الأوثان والأصنام ، وغير ذلك من صنوف الانحطاط.
ومن المؤكّد أنّه لم تكن في مكّة اسرة عرفت بالنبل والشهامة سوى الاسرة الهاشمية ، ومن بين مآثرها :
وكانت عبادة الأصنام هي السائدة في قبائل مكّة ، فقد كانت أصنامهم معلّقة