ولم يعن الإمام عليهالسلام بلباسه ، وإنّما كان يلبس أخشن الثياب ، وهذه بعض البوادر التي حكيت عنه :
أ ـ روى عمر بن قيس قال : رئي عليّ وعليه إزار مرقوع فعوتب عليه ، فقال :
« يقتدي به المؤمن ، ويخشع له القلب » (١).
ب ـ روى أبو إسحاق السبيعي ، قال : كنت على عنق أبي وأمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب يخطب ، وهو يتروّح بكمّه ، فقلت : يا أبه ، أمير المؤمنين يجد الحرّ؟ فقال : لا يجد حرّا ولا بردا ، ولكنّه غسل قميصه وهو رطب ، ولا له غيره فهو يتروّح به » (٢).
ج ـ روى أبو حيّان التميمي عن أبيه ، قال : رأيت عليّا على المنبر يقول :
« من يشتري منّي سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته ».
فقام إليه رجل فقال له : أنا اسلفك ثمن إزار ... وعلّق على ذلك عبد الرزاق فقال : لقد فعل الإمام ذلك وكانت الدنيا إذ ذاك بيده إلاّ الشّام (٣).
د ـ روى عليّ بن الأقمر قال : رأيت عليّا وهو يبيع سيفا له في السوق ويقول :
« من يشتري منّي هذا السّيف ، فو الّذي فلق الحبّة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته » (٤).
__________________
(١) صفة الصفوة ١ : ١٦٨. المناقب ١ : ٣٦٦ ، وفيه زيادة : « وتذلّ به النفس ».
(٢) الغارات ١ : ٩٩.
(٣) الاستيعاب ( المطبوع على هامش الإصابة ) ٢ : ٤٩. جواهر المطالب : ٢٨٤.
(٤) صفة الصفوة ١ : ١٦٨.