أعداؤه وخصومه ، فقد روى المؤرّخون أنّ الجيش العباسي لمّا أحاط بمروان آخر ملوك الأمويّين قال لبعض وزرائه : إنّ هذا الجيش ـ أي الجيش العباسي ـ بحاجة لعليّ ، فأنكر عليه ذلك ، وقال له : إنّ عليّا جيش بذاته ، فقال له مروان : لقد عزب عنك ما أردته ، إنّ هذا الجيش بحاجة لعليّ في شرفه ونبله ، فإنّه إذا استولى علينا يستأصل نساءنا وأطفالنا وشيوخنا ، ولا يتركون منّا نافخ رماد ، وإذا كان عليّ قائدا للجيش فإنّه لا يعمل ذلك معنا يصدّه شرفه ونبله عن اقتراف ذلك. وصدق مروان في تفرّسه فإنّ العبّاسيّين حينما استولوا على الحكم استأصلوا شأفة الأمويّين ، ومثّلوا حتّى بأمواتهم (١).
من ألقابه الكريمة ( بيضة البلد ) كما كان أبوه بيضة مكّة ومصدر عزّها وشرفها (٢).
لقّبه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ( خير البشر ) ، وقد ورد ذلك في كوكبة من الأحاديث هذه بعضها :
ـ روى الخطيب البغدادي بسنده عن جابر ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « عليّ خير البشر فمن امترى (٣) فقد كفر » (٤).
ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « عليّ خير البشر من شكّ فيه كفر » (٥).
__________________
(١) حياة الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام ١ : ٣٣٦.
(٢) تاريخ الخميس ٥ : ٣٧٥. معرفة الصحابة ١ : ٢٩٧. حياة الحيوان ـ الجاحظ ٢ : ٣٣٦.
(٣) امترى : أي شكّ.
(٤) تاريخ بغداد ٧ : ٤٢١.
(٥) كنوز الحقائق : ٩٢.