والشيء الذي اتّفق عليه المؤرّخون والرواة أنّ الإمام عليهالسلام أوّل من آمن بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم واستجاب لدعوته عن وعي وإيمان ، وقد قال عليهالسلام : « لقد عبدت الله تعالى قبل أن يعبده أحد من هذه الامّة » (١).
وقال عليهالسلام : « كنت أسمع الصّوت ، وابصر الضّوء سنين سبعا ، ورسول الله ٦ صامت ما اذن له في الإنذار والتّبليغ » (٢). ومعنى هذا الحديث أنّه سلام الله عليه في سنّه المبكّر كان يسمع صوت جبرئيل ، ويبصر ضوءه قبل أن يبلّغ النبيّ رسالته ويشيعها بين الناس.
وقد أجمع الرواة أنّ الإمام عليهالسلام لم تدنّسه الجاهلية بأوثانها ، ولم تلبسه من مدلهمّات ثيابها ، فلم يسجد لصنم قطّ كما سجد غيره (٣) يقول المقريزي : أمّا عليّ ابن أبي طالب الهاشمي فلم يشرك بالله قطّ ، وذلك أنّ الله تعالى أراد به الخير فجعله في كفالة ابن عمّه سيّد المرسلين (٤).
وقد أسلم الإمام وأسلمت معه أمّ المؤمنين الصدّيقة الطاهرة خديجة ، فقد احتضنت الإسلام وآمنت بقيمه وأهدافه ، وقدّمت في سبيله جميع ما تملكه من الثراء العريض. وقد تحدّث الإمام عليهالسلام عن إيمانه وإيمان خديجة بالإسلام بقوله :
« ولم يجمع بيت يومئذ واحد في الإسلام غير رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخديجة وأنا ثالثهما ». وقال ابن عباس : كان عليّ أوّل من آمن من الناس بعد خديجة (٥) ، وقال
__________________
(١) صفة الصفوة ١ : ١٦٢.
(٢) بحار الأنوار ٣٤ : ٢٥٥.
(٣) تاريخ ابن عساكر ١ : ٣٣.
(٤) إمتاع الأسماع ١ : ١٦.
(٥) نهج البلاغة ٤ : ١١٦.