السّبقة ، شريف الفرسان. التّصديق منهاجه ، والصّالحات مناره ، والموت غايته ، والدّنيا مضماره ، والقيامة حلبته ، والجنّة سبقته (١).
ولقد وعى الإمام عليهالسلام الإسلام ، وآمن بقيمه وأهدافه ، فوصفه هذا الوصف الرائع الذي أحاط بمقوّماته ومكوّناته.
والشيء المحقّق عند الرواة والمحقّقين هو أنّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام هو أوّل من آمن وصلّى مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في البيت الحرام (٢) ، وقد نقل المؤرّخون بعض من شاهد صلاته مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وهم :
روى عفيف الكندي قال :
جئت في الجاهلية إلى مكّة ، وأنا اريد أن ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها ، فأتيت العبّاس بن عبد المطلب ، وكان تاجرا ، فأنا عنده جالس انظر إلى الكعبة ، وقد حلّقت الشمس في السماء فارتفعت وذهبت إذ جاء شاب فرمى ببصره إلى السماء ثمّ قام مستقبلا الكعبة ، ثمّ لم يلبث إلاّ يسيرا حتّى جاء غلام فقام على يمينه ، ثمّ جاءت امرأة فقامت خلفهما ، فركع الشاب فركع معه الغلام والمرأة ، ثمّ رفع الشاب رأسه فتابعه الغلام والمرأة ، وسجد الشاب فسجد معه الغلام والمرأة ، فقلت متعجّبا :
__________________
(١) نهج البلاغة ١ : ٢٣١.
(٢) صحيح الترمذي ٢ : ٣٠٠. تاريخ الطبري ٢ : ٥٥. البداية والنهاية ٣ : ٢٧. مستدرك الحاكم ٣ : ١١٢. شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٤ : ١٦٩.