وبغضك نفاق ، وأوّل من يدخل الجنّة محبّك ، وأوّل من يدخل النّار مبغضك » (١).
وشاعت هذه الأحاديث عند الصحابة ، وصاروا يطبّقونها على من أحبّ الإمام فوصفوه بالإيمان ، وعلى من أبغضه بالنفاق ، يقول الصحابي الجليل أبو ذرّ الغفاري : ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم الله ورسوله ، والتخلّف عن الصلوات ، والبغض لعليّ بن أبي طالب (٢).
وقال الصحابي الكبير جابر بن عبد الله الأنصاري : ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغض عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٣).
إنّ الصحيفة المشرقة للمؤمنين يوم يلقون الله تعالى هي الولاء والمحبّة للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام. وروي ذلك عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يقول أنس بن مالك : والله الذي لا إله إلاّ هو سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول :
« عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب » (٤).
استشفّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من وراء الغيب ما يعانيه الإمام من بعده ، وما يجري عليه من صنوف المحن والخطوب فقال له :
« أما إنّك ستلقى بعدي جهدا ».
فانبرى الإمام قائلا :
__________________
(١) نور الأبصار ـ الشبلنجي : ٧٢.
(٢) مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٩.
(٣) الاستيعاب ٢ : ٤٦٤.
(٤) تاريخ بغداد ٤ : ٤١٠.