وشاعت هذه الكنية (١) في الأوساط الإسلامية ، فقد كنّي بولده مفخرة الإسلام والمجدّد الأعظم لدين الإسلام الإمام الحسين عليهالسلام الذي استشهد من أجل أن يقيم في الشرق دولة القرآن ويحطّم الدولة الأموية التي استهدفت القضاء على الإسلام.
إنّ هذه الكنية من أحبّ الكنى عند الإمام عليهالسلام ، فقد كنّاه بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في عدّة مناسبات كان من بينها ما يلي :
١ ـ روى ابن عبّاس حبر الامّة ، قال : لمّا آخى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار ولم يواخ بين الإمام وبين أحد منهم خرج عليّ مغضبا حتّى أتى جدولا فتوسّد ذراعه فسفت عليه الريح ، فطلبه النبيّ حتى ظفر به فوكزه برجله ، فقال له :
« قم فما صلحت أن تكون إلاّ أبا تراب ، غضبت عليّ حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم اواخ بينك وبين أحد منهم ، أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، ألا من أحبّك حفّ بالأمن والإيمان ، ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهليّة وحوسب بعمله في الإسلام » (٢).
حكت الرواية ما يلي :
أوّلا : أنّ النبيّ كنّى الإمام بأبي تراب.
ثانيا : أنّ النبيّ صرّح أنّ الإمام منه بمنزلة هارون من موسى ، فكما أنّ هارون
__________________
(١) معرفة الصحابة ١ : ٢٧٩.
(٢) مجمع الزوائد ٩ : ١١١. الفصول المهمّة ـ ابن الصبّاغ : ٢٢.