على ظهر الكعبة ، فلكلّ قبيلة صنم يعبدونه من دون الله سوى الاسرة الهاشمية فانّها وحدها تعبد الله وحده ، وتدين بدين إبراهيم شيخ الأنبياء. يقول الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام :
« والله! ما عبد أبي ولا جدّي عبد المطّلب ولا عبد مناف ولا هاشم صنما ، وإنّما كانوا يعبدون الله ، ويصلّون إلى البيت على دين إبراهيم متمسّكين به ... » (١).
وتلك كرامة للاسرة الهاشمية دلّت على نضوجهم الفكري وإيمانهم العميق بالله ونبذهم التامّ لخرافات الجاهلية وأوثانها ، فقد سخروا من الأصنام والأوثان ، واعتنقوا ملّة جدّهم إبراهيم عليهالسلام الذي حارب الأوثان وأعلن الإيمان بالله.
وكان أهمّ حدث اجتماعي ظهر في مكّة هو حلف الفضول الذي كان من أبرز بنوده القيام بنجدة المظلوم والأخذ بحقّه ، سواء أكان من قريش أم من غيرهم ، وكان هذا الحلف يتّفق مع طباع الهاشميّين الذين يمثّلون المروءة والنجدة والشهامة والنبل ، وقد
شهده الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم واعتزّ به ، وقال : شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما احبّ أنّ لي به حمر النعم ، ولو ادعى به في الإسلام لأجبت (٢).
وتخلّف الأمويّون عن هذا الحلف الذي يتجافى مع ميولهم التي طبعت عليها الاثرة والأنانية ، وهم على نقيض تامّ من طباع السادة الهاشميّين الذين تبنّوا هذا الحلف بصورة إيجابية. ومن الجدير بالذكر أنّه حدثت مشادّة بين الإمام الحسين عليهالسلام وبين الوليد بن عتبة حاكم المدينة ، فغضب الإمام عليهالسلام ونادى بحلف
__________________
(١) إكمال الدين ـ الصدوق : ١٠٤.
(٢) السيرة النبوية ـ ابن هشام ١ : ١٣٤.