دعاه ببدر
فاستجاب لأمره |
|
فبادر في ذات
الإله يضارب (١) |
أمّا دلالة الحديث فواضحة في أنّ الإمام وزير النبيّ وخليفته كهارون من موسى ، فهو وزيره وخليفته من بعده على امّته :
واحتجّ الإمام عليهالسلام بحديث المنزلة حينما بويع عثمان بن عفّان ، فقد قال للمهاجرين والأنصار : « فهل تعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لي : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى » .. ثمّ قال : « فهل لخلق مثل هذه المنزلة؟ نحن صابرون ليقضي الله أمرا كان مفعولا » (٢).
إنّ القوم سمعوا هذا الحديث من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسمعوا ما هو أعظم من ذلك صراحة ، وهو حديث الغدير ، ولكنّ الأطماع اترعت بها نفوسهم وصدّتهم عن الطريق القويم.
وكان ممّا أشاد به النبيّ بسموّ الإمام وعظيم منزلته أن جعله بابا لمدينة علمه ، وقد روي هذا الحديث بعدّة طرق ، ونال الدرجة القطعية في سنده ، وقد أثر عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في عدّة مناسبات منها :
أ ـ روى جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الحديبية ، وهو آخذ بيد عليّ عليهالسلام ، وهو يقول : « هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله » ، يمدّ بها صوته : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد البيت
__________________
(١) فوات الوفيات ٢ : ٣٨.
(٢) كنز العمّال ٣ : ١٥٤.