وأوّل عمل قام به الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه آخى بين المهاجرين والأنصار ، وربط بينهم برباط الاخوة الصادقة فشارك كلّ واحد منهم أخاه في مكاره الدهر ولينه ، وآخى بينه وبين الإمام عليهالسلام (١) ، كما قام صلىاللهعليهوآلهوسلم بالإصلاح وإشاعة المودّة بين الأوس والخزرج اللذين كانا يشكّلان الأكثرية الساحقة من سكّان المدينة المنوّرة ، وكانت البغضاء سائدة بينهما فأطفأها النبيّ.
وحينما استقرّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في يثرب قام بتأسيس مسجده المعظّم ليكون مقرّا لحكومته ، ومركزا لعبادته ، ومعهدا لتعاليمه ، وكان عرضه (٦٠) ذراعا ، وطوله كذلك ، وقد انبرى المسلمون من المهاجرين والأنصار إلى العمل فيه ، وكان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من جملة العمّال ، وقد انبرى أحد المسلمين محرّضا لهم على العمل قائلا :
لئن قعدنا
والنّبيّ يعمل |
|
لذاك منّا العمل
المضلّل |
وردّد المسلمون في أثناء عملهم قائلين :
لا عيش إلاّ عيش الآخرة ... اللهمّ ارحم الأنصار والمهاجرة
وكان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يردّد :
« لا عيش إلاّ عيش الآخرة ... اللهمّ ارحم المهاجرين والأنصار »
وكان من جملة العاملين الصحابي العظيم الطيّب ابن الطيّب عمّار بن ياسر ،
__________________
(١) الطبقات ٣ : ٢٢ ، وجاء فيه : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال للإمام : « أنت أخي ترثني وأرثك ».