ما أجلّ وأسمى تلك الشجرة التي تفرّع منها سيّد الكائنات ورائد الحضارة الإنسانية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ... إنّها الشجرة المباركة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء والتي أنتجت في جميع الأجيال ما ينفع الناس.
أكّد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في كثير من الأحاديث أنّ الإمام عليهالسلام وزيره ، وهذه بعضها :
أ ـ روت أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « اللهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى : اللهمّ اجعل لي وزيرا من أهلي ، أخي عليّا ، اشدد به أزري ، وأشركه في أمري ، كي نسبّحك كثيرا ، ونذكرك كثيرا ، إنّك كنت بنا بصيرا » (١).
ب ـ روى الصحابي الجليل أبو ذرّ الغفاري قال : صلّيت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوما من الأيام الظهر ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا ، فرفع السائل يديه إلى السماء وقال : اللهمّ اشهد إنّي سألت في مسجد نبيّك محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يعطني أحد شيئا ، وكان عليّ في الصلاة راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى ، وفيها خاتم ، وذلك بمرأى النبيّ وهو في المسجد ، فرفع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم طرفه إلى السماء وقال : « اللهمّ إنّ أخي موسى سألك فقال :
( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي. وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي. وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي. هارُونَ أَخِي. اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي. وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) (٢) ، فأنزلت عليه قرآنا : ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما
__________________
(١) الرياض النضرة ٢ : ١٦٣.
(٢) طه : ٢٥ ـ ٣٢.