سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما ) (١) ، اللهمّ وإنّي محمّد نبيّك وصفيّك ، اللهمّ فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي ، عليّا اشدد به ظهري ».
قال أبو ذرّ : فما استتمّ دعاؤه حتى نزل عليه جبرئيل من عند الله بهذه الآية : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (٢) » (٣).
أعلن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خلافة الإمام من بعده في بداية الدعوة الإسلامية ، وذلك حينما دعا الاسر القرشية إلى اعتناق الإسلام ، وفي ختام دعوته قال للقرشيّين :
« إذا هذا ـ يعني عليّا ـ أخي ، ووصيّي ، وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا » (٤).
لقد قرن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم خلافة الإمام من بعده بالدعوة إلى الإسلام ، ونبذ الوثنية والشرك ، وبالإضافة لذلك فإنّ هناك جمهرة من الأخبار أعلن فيها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خلافة الإمام من بعده ، وهذه بعضها :
أ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا عليّ ، أنت خليفتي على أمّتي » (٥).
ب ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « عليّ بن أبي طالب أقدمهم سلما ، وأكثرهم علما ،
__________________
(١) القصص : ٣٥.
(٢) المائدة : ٥٥.
(٣) نور الأبصار : ٧٠. تفسير الرازي ١٢ : ٢٦.
(٤) تاريخ الطبري ٢ : ١٢٧. تاريخ ابن الأثير ٢ : ٢٢. تاريخ أبي الفداء ١ : ١١٦. مسند أحمد ١ : ٣٣١. كنز العمّال ٦ : ٣٩٩.
(٥) المراجعات : ٢٠٨.