الغضب مفتاح كلّ شرّ وسبب لكلّ جريمة ، وقد حذّر منه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنّه يؤدّي إلى دمار الشخص وهلاكه ، وقد ذكر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كيفيّة علاجه والوقاية من شرّه ، وهو أن يتفكّر الإنسان في حالة غضبه بقدرة الله تعالى عليه ، وما يعقبه الغضب من الأضرار والمفاسد.
ح ـ من غرر الوصايا التربوية التي عهد بها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام قوله :
« يا عليّ ، أنهاك أن تخفر عهدا ـ أي تنقض عهدا ـ وتعين عليه ، وأنهاك عن المكر فإنّه لا يحيق المكر السّيّئ إلاّ بأهله ، وأنهاك عن البغي ، فإنّه من بغي عليه لينصرنّه الله » (١).
إنّ هذه الخصال التي نهى النبيّ عنها من موجبات سقوط الإنسان وهلاكه.
ط ـ من معالم التربية للإمام عليهالسلام هذه الوصية : « يا عليّ ، إنّ من اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله ، ولا تحمد أحدا بما آتاك الله ، ولا تذمّ أحدا على ما لم يؤتك الله ؛ فإنّ الرّزق لا يجرّه حرص حريص ، ولا يصرفه كراهة كاره ، إنّ الله بحكمه وفضله جعل الرّوح والفرج في اليقين والرّضا ، وجعل الهمّ والحزن في الشّكّ » (٢).
وبهذه الوصية الثمينة من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لوصيّه وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام نطوي الحديث عن بعض معالم التربية النبوية للإمام والتي استهدفت أن يكون ممثّلا للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لأهدافه وقيمه التي تنشد صالح الإنسان وتطوّر حياته.
وقد ذكرنا عرضا مفصّلا لوصايا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام في مسنده لذا أوجزنا الحديث في هذا الموضوع.
__________________
(١) الأمالي ـ الصدوق ٢ : ٢١٠. بحار الأنوار ٧٧ : ٦٩.
(٢) المحاسن : ١٦ ـ ١٧. بحار الأنوار ٥٧ : ٦٨.