سنّه ، ومحمّد في هديه وحلمه ، فانظروا إلى هذا المقبل » ، فتطاولت الأنظار إليه فإذا هو الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد نظم ذلك الشاعر الكبير أبي عبد الله المفجّع في قصيدته العصماء التي نظم فيها الكثير من مآثره ومناقبه يقول :
أيّها اللاّئمي
لحبّي عليّا |
|
قم ذميما إلى
الجحيم خزيّا |
أ بخير الأنام
عرّضت لا زل |
|
ت مذودا عن
الهدى مزويّا |
أشبه الأنبياء
طفلا وزولا (١) |
|
وفطيما وراضعا
وغذيّا |
كان في علمه
كآدم إذ ع |
|
لم شرح الأسماء
والمكنيّا |
وكنوح من الهلاك
نجا |
|
في مسير وإذ علا
الجوديّا (٢) |
روى الإمام الحسين عليهالسلام عن جدّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال لأنس : « يا أنس ، إنّ عليّا سيّد العرب » فبادرت عائشة قائلة : ألست سيّد العرب؟ فقال : « أنا سيّد ولد آدم ، وعليّ سيّد العرب » (٣).
روى أنس قال : قدّمت لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم طيرا ، فسمّى رسول الله وأكل لقمة ، وقال : « اللهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك » ، فضرب الباب ، فقلت : من أنت؟ قال : عليّ ، قلت : إنّ رسول الله لعلى حاجة ، ثمّ أكل لقمة اخرى ، وقال مثل الاولى ، فضرب عليّ الباب ، فقلت : من أنت؟ قال : عليّ ، قلت : إنّ رسول الله على حاجة ، ثمّ أكل النبيّ لقمة اخرى وقال مثل ذلك ، وضرب عليّ الباب ورفع صوته ،
__________________
(١) الزّول : الفتى ، الفطن.
(٢) معجم الأدباء ١٧ : ٢٠٠.
(٣) حلية الأولياء ٥ : ٣٨.