(وَعُيُونٍ) من علوم الأحوال والمعارف وغيرها من المنافع الحقيقية (يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ) لطائف الأحوال والمواهب لاتصافهم بها كالمحبة والمعرفة والفناء والبقاء (وَإِسْتَبْرَقٍ) فضائل الأخلاق كالصبر والقناعة والحلم والسخاوة (مُتَقابِلِينَ) على رتب متساوية في الصف الأول من صفوف الأرواح لا حجاب بينهم لتجرّد ذواتهم وبروزهم إلى الله عن صفاتهم (كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) أي : قرناهم بما فيه قرّة أعينهم واستئناس قلوبهم لوصولهم بمحبوبهم وحصولهم على كمال مرادهم (يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ) أي : كل ما يتلذذ به من لذائذ الجنان الثلاث (آمِنِينَ) من الفناء والحرمان عن تلك النعماء (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) أي : الطبيعة الجسمانية لا الفناء من الأفعال والصفات والذات فإنّ كل فناء منها وإن كان موتا إراديا لكنه حياة أصفى وألذ وأشهى وأبهج مما قبلها وكل منها في جنة (وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) أي : جحيم الحرمان بوجود البقية فضلا عن الخذلان في جحيم الطبيعة (فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ) موهبة محضة وعطاء صرفا من ربك بالوجود الحقاني عند تلاشي الآلات النفسانية (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) والله أعلم.