الخنازير فأهل السحت ، وأما المنكسون على وجوههم فأكلة الربا ، وأما العمي فالذين يجورون في الحكم ، وأما الصمّ والبكم فالمعجبون بأعمالهم ، وأما الذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقصّاص الذين خالف قولهم أعمالهم ، وأما الذين قطعت أيديهم وأرجلهم فهم الذين يؤذون الجيران ، وأما المصلّبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان ، وأما الذين هم أشدّ نتنا من الجيف فالذين يتبعون الشهوات واللذات وممنعو حق الله في أموالهم ، وأما الذين يلبسون الجباب فأهل الكبر والفخر والخيلاء» ، صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
[١٩] (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (١٩))
(وَفُتِحَتِ) سماء الروح عند العود إلى البدن بأبواب الحواس الظاهرة والباطنة (فَكانَتْ أَبْواباً) أي : ذات أبواب كثيرة هي طرق الشعور كأن كلها أبواب لكثرتها.
[٢٠] (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (٢٠))
(وَسُيِّرَتِ) جبال الحجب الساترة لهيئاتهم وصفاتهم عن الأعين الحاجزة عن ظهورها من الأبدان والأعضاء العارضة دون تلك الهيئات التي ظهرت في المحشر (فَكانَتْ سَراباً) كقوله تعالى : (فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا (٦)) (١) أي : صارت شيئا كلا شيء في انبثاثها وتفرّق أجزائها.
[٢١ ـ ٢٢] (إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (٢١) لِلطَّاغِينَ مَآباً (٢٢))
(إِنَّ جَهَنَّمَ) الطبيعة (كانَتْ مِرْصاداً) حدّا يرصد فيه كل أحد ، يرصدهم عندها الملائكة ، أما السعداء فلمجاوزتهم وممرّهم عليها لقوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا) (٢). وعن الصادق عليهالسلام أنه سئل عن الآية فقيل له : أنتم أيضا واردوها؟ فقال : «جزناها وهي خامدة». وأما الأشقياء فلكونها مآبهم كما قال : (لِلطَّاغِينَ مَآباً) وكقوله : (وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا) (٣).
[٢٣] (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (٢٣))
(لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) أزمنة متطاولة متتابعة أما غير متناهية إن كانت الاعتقادات باطلة فاسدة أو متناهية بحسب رسوخ الهيئات إن كانت الأعمال سيئة مع عدم الاعتقاد أو مع الاعتقاد الصحيح.
__________________
(١) سورة الواقعة ، الآية : ٦.
(٢) سورة مريم ، الآيات : ٧١ ـ ٧٢.
(٣) سورة مريم ، الآية : ٧٢.