إلى الظلمات في صور الحيوانات.
[١١ ـ ١٢] (فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (١١) وَيَصْلى سَعِيراً (١٢))
(فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً) لكونه في ورطة هلاك الروح وعذاب البدن (وَيَصْلى سَعِيراً) أي : سعير نار الآثار في مهاوي الطبيعة.
[١٣ ـ ١٤] (إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (١٣) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤))
(إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً) أي : ذلك لأنه كان بطرا في أهله بالنعم محتجبا بها عن المنعم ، ظانّا أنه لن يرجع إلى ربّه أو إلى الحياة بالبعث لاعتقاده أنه يحيا ويموت ولا يهلكه إلا الدهر.
[١٥] (بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً (١٥))
(بَلى) ليحورنّ (إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً) فيجازيه على حسب حاله.
[١٦] (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦))
(فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) أي : النورية الباقية من الفطرة الإنسانية بعد غروبها واحتجابها في أفق البدن الممزوجة بظلمة النفس عظمها بالإقسام بها لإمكان كسب الكمال والترقي في الدرجات بها.
[١٧] (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (١٧))
(وَاللَّيْلِ) أي : وليل ظلمة البدن (وَما) جمعه من القوى والآلات والاستعدادات التي يمكن بها اكتساب العلوم والفضائل والترقي في المقامات ونيل المواهب والكمالات.
[١٨] (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨))
(وَالْقَمَرِ) أي : قمر القلب الصافي عن خسوف النفس (إِذَا اتَّسَقَ) أي : اجتمع وتمّ نوره وصار كاملا.
[١٩ ـ ٢٠] (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩) فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠))
(لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أي : مراتب مجاوزة عن مراتب وطبقات وأطوار مرتبة بالموت وما بعده من مواطن البعث والنشور (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) بها.
[٢١ ـ ٢٢] (وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (٢١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢))
(وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ) بتذكير هذه الأطوار والمراتب لا يخضعون ولا ينقادون (بَلِ) المحجوبون عن الحق محجوبون بالضرورة عن الدين.