التي غفل هو عنها بحجاب الآثار والهيئات وصفات النفس وسائر الظلمات ، كما قال تعالى : (نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ) (١). وذكره تعرفه وطلب كماله المخصوص به بالتأييد الرباني والتوفيق الإلهي (فَصَلَّى) فعبد معبوده الذي هو الحق المتجلي له في صورة ذلك الاسم الخاص الذي يعرف ربّه به بعد رؤيته بكماله المقدّر له.
[١٦ ـ ١٧] (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٧))
(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) أي : تغفلون وتحتجبون عن ذكر ذلك الاسم وصلاة الربّ بالحياة الحسية وطيباتها وزخارفها لعدم التزكية وتؤثرونها بالمحبة على الحياة الحقيقية الدائمة الروحانية وهي أفضل وأدوم.
[١٨ ـ ١٩] (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (١٩))
(إِنَّ هذا) المعنى من انتفاع المستعدّ بالتذكير وعدم انتفاع العديم الاستعداد وتعذّبه بالنار الكبرى وفلاح أهل التزكية والتحلية من المستعدّين وهلاك المؤثرين للحياة الحسيّة منهم (لَفِي الصُّحُفِ) القديمة المنزّهة عن التبديل والتغيير المحفوظة عند الله من الألواح النورية المجرّدة التي اطلع عليها النبيان المذكوران ونزل عليهما الظهور على مظاهرها والسلام ، والله أعلم.
__________________
(١) سورة الحشر ، الآية : ١٩.