[٩ ـ ١٤] (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى (١٤))
(أَرَأَيْتَ الَّذِي) أي : المحجوب الجاهل المستغني بحاله وماله وقومه عن الحق (يَنْهى عَبْداً) أيّ عبد عن صلاة الحضور والعبادة في مقام الاستقامة بطغيانه (إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى) في شركه ودعوته إلى الشرك فرضا وتقديرا كما زعم أو (إِنْ كَذَّبَ) بالحق لكفره وأعرض عن الدين المستقيم لعناده وطغيانه كما هو في نفس الأمر (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ) يراه في الحالتين فيجازيه.
[١٥ ـ ١٨] (كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨))
(كَلَّا) ردع عن النهي عن الصلاة وإثبات للقسم الثاني من الشرطية بنفي القسم الأول بالوعيد عليه (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) عنه وعن نسبة الكذب والخطأ إليه على أبلغ وجه وآكده ، وبيان احتجابه بقومه واتكاله على قوتهم وغفلته عن قهر الحق وسخطه بتسليط الملكوت السماوية والأرضية الفعالة في عالم الطبيعة عليه التي لا يمكن أحدا مقاومتها.
[١٩] (كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩))
(كَلَّا لا تُطِعْهُ) أي : لا توافقه ودم على ما أنت عليه من مخالفته بملازمة التوحيد (وَاسْجُدْ) سجود الفناء في صلاة الحضور (وَاقْتَرِبْ) إليه بالفناء في الأفعال ثم في الصفات ثم في الذات أي : دم على حالة فنائك التام في مقام الاستقامة والدعوة حتى تكون في حالة البقاء به فانيا عنك ولا يظهر فيك تلوين بوجود بقية من إحدى الثلاث ، ولهذاقرأ عليهالسلام في هذه السجدة : «أعوذ بعفوك من عقابك» أي : بفعل لك من فعل لك ، «وأعوذ برضاك من سخطك» أي : بصفة لك من صفة لك ، «وأعوذ بك منك» أي : بذاتك من ذاتك وهو معنى اقترابه بالسجود ، وفي الحديث : «أقرب ما يكون العبد إلى ربّه إذا سجد» ، والله تعالى أعلم.