(إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) أقسم بحرمة الشاكرين لأنعمه الواصلين إليه بتوصلها على أن الإنسان لكفور لربّه باحتجابه بنعمه عنه ووقوفه معها وعدم استعماله لها فيما ينبغي ليتوصل بها إليه.
[٧] (وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧))
(وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ) لعلمه باحتجابه وشهادة عقله ونور فطرته أنه لا يقوم بحقوق نعم الله ويقصّر في جنب الله بكفرانه.
[٨] (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨))
(وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) أي : وإنه لحب المال لقوي أو لأجل حب المال بخيل ، فلذلك يحتجب به غارزا رأسه في تحصيله وحفظه وجمعه ومنعه مشغولا به عن الحق معرضا عن جنابه ، أو أنه لحب الخير الموصل إلى الحق منقبض غير هشّ منبسط.
[٩ ـ ١١] (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١))
(أَفَلا يَعْلَمُ) أي : أبعد هذا الاحتجاب ومخالفة العقل لا يعلم بنور فطرته وقوة عقله (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) عالم بأسرارهم وضمائرهم وأعمالهم وظواهرهم فيجازيهم على حسبها (إِذا بُعْثِرَ) أي : بعث ما في قبور أبدانهم من النفوس والأرواح (وَحُصِّلَ) ما في صدورهم أي : أظهر ما في قلوبهم من هيئات أعمالهم وصفاتهم وأسرارهم ونياتهم المكتومة فيها.