(فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) بأن كانت من العلوم الحقيقية والفضائل النفسانية والكمالات القلبية والروحانية (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ) ذات رضا ، أي : حياة حقيقية في جنان الصفات فوق جنان الأفعال.
[٨ ـ ١١] (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (٩) وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (١٠) نارٌ حامِيَةٌ (١١))
(وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) بأن كانت من الأعمال السيئة والرذائل النفسانية (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) أي : مأواه قعر بئر جهنم الطبيعة الجسمانية التي تهوي فيها أهلها (وَما أَدْراكَ) حقيقتها وكنه حالها إنها (نارٌ) آثارية (حامِيَةٌ) بالغة إلى نهاية الإحراق. ويكون معنى : أمّه هاوية ، إنه هالك ، وما أدراك ما الداهية التي يهلك بها نار حامية وإن كانوا من أهل الصغرى فمعناها الحالة التي تقرع الناس بشدّتها وهي الموت يوم يكون الناس بفراقهم عن الأبدان وانبعاثهم من مراقدها وقصدهم إلى ضوء عالم النور وذلّتهم وخشوعهم وتفرّق مقاصدهم وتحيرهم بحسب تفرّق عقائدهم وأهوائهم كالفراش المبثوث وتكون جبال الأعضاء في اختلاف ألوانها وأصنافها وتفرّق أجزائها وتفتتها وصيرورتها هباء كالعهن المنفوش والباقي بحاله كما ذكر ، والله أعلم.