وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٦٢) لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٦٣) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٤))
(وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) باليقين (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) باكتساب الفضائل (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ) وأقسم ليجعلنهم خلفاء في أرض النفس إذ جاهدوا في الله حق جهاده (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ) سبقوهم إلى مقام الفناء في التوحيد من أوليائه (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ) بالبقاء بعد الفناء (دِينَهُمُ) طريق الاستقامة فيه المرضية (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ) في مقام النفس (أَمْناً) بالوصول والاستقامة (يَعْبُدُونَنِي) أي : يوحدونني من غير التفات إلى غيري وإثباته (وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ) بالطغيان بظهور الأنانية ، وخرج عن الاستقامة والتمكين بالتلوين (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) الخارجون عن دين التوحيد.