يختلف الحال باختلاف سنخ هذا الجامع البسيط ، فإن الجامع البسيط يكون على خمسة أنحاء :
النحو الأول :
أن يكون الجامع البسيط مشككا ، بنحو يكون له مراتب من الشدة والضعف ، فإذا علمنا بأن المراتب الضعيفة تتحقق بتسعة أجزاء ، وأن المراتب الشديدة لا تتحقق إلّا بعشرة أجزاء ، وشكّ بأن الغرض هل تعلّق بمطلق هذا الجامع البسيط ، أو بمرتبته الشديدة ، ففي مثل ذلك ، يدخل المقام في الأقل والأكثر الارتباطيين ، لأن تعلّق التكليف بأصل الجامع معلوم ، وأمّا تعلقه بالمرتبة الشديدة التي لا توجد إلّا بضم الجزء العاشر فغير معلوم ، فيكون الشك شكا في أصل الواجب ، فتجري البراءة عن وجوب المرتبة الشديدة ، من دون فرق بين أن يكون هذا الجامع المشكك مسبّبا عن الأجزاء في طولها ، أو منطبقا عليها أو موجودا بوجودها ، فإنه لا يفرّق في ذلك ، في جريان البراءة ، كما فرّق صاحب الكفاية (قده).
النحو الثاني :
أن يكون الجامع البسيط غير مشكك ، ويكون مسبّبا عن الأجزاء ، بمعنى أنه موجود بوجود مغاير لوجود الأجزاء ، ففي هذا النحو ، لا إشكال في حريان أصالة الاشتغال ، لأن الوجوب تعلق بالمسبّب لا بالسبب ، ودوران الأمر بين الأقل والأكثر إنما هو في جانب السبب لا المسبب ، فيكون الشك في المحصّل ، فتجري أصالة الاشتغال.
النحو الثالث :
أن يكون الجامع البسيط غير مشكّك ، وموجودا بعين وجود الأجزاء ويحمل عليها بالحمل الشائع ، لا أنه موجود بوجود طولي مغاير لها ، بل ينتزع منها ، بلحاظ حيثية خارجية عرضية ، كعنوان المؤلم ، فإنه عنوان بسيط منتزع عن نفس الضربات ويصح حمله عليها بالحمل الشائع ، فيقال ، «هذا الضرب