وهذا يختلف باختلاف البيئات والمجتمعات ، ويلحق لكلّ حكمه ، فيكون ما يباع بالكيل والوزن مشمولاً لحرمة الرّبا المعاوضي دون ما يباع بالعدد ، فيجب مراعاة أعراف الشّعوب.
الخامس : لا شكّ أنّ أكثر ما يلبسه المسلمون اليوم كان بالأمس لباس الأعداء وكان تلبّسه يعدّ تشبّهاً بهم وهو منهيّ عنه ، وقد ورد عنهم (عليهالسلام) : «لا تلبسوا لباس أعدائي» (١).
ولكن مع مرّ الزّمان شاع استعماله في أكثر الأمكنة ، فتغيّر الموضوع وصار لباساً عالميّاً وليس مختصّاً بالكفّار.
الخامس :
نأتي في هذا القسم من الأمثلة ما تكون المصالح الزّمنيّة والمكانيّة فيها مؤثّرة في اجتهاد الحاكم كما كانت في الأمثلة السابقة مؤثرة في فتوى المفتي ، فالزّمان والمكان عنصران مؤثّران في فتوى المفتي واجتهاد الحاكم ، وإليك البيان :
إنّ الأحكام الإلهيّة تنقسم إلى أحكام أوّلية متعلّقة بعناوين نفسيّة للشّيء وأحكام ثانويّة تعرض للشيء باعتبار طرُوّ عناوين خارجة عن نفسها عليها ، وذلك مثل وجوب الصلاة والزّكاة والخمس والحجّ والجهاد أحكام أوّلية تعرض للشيء بما هو هو ، وحرمة الوضوء والغسل عند كونهما ضرريّين حكم عارض لهما بملاحظة عروض الضرر عليهما ، كما أنّ إباحة السّفر حكم أوّلي عارض له ،
__________________
(١) الوسائل : ٣ / ٢٧٩ ح ٨ ، الباب ١٩ من أبواب لباس المصلي. عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق (عليهالسلام) قال : «إنّه أوحى الله إلى نبيّ من أنبيائه ، قل للمؤمنين : لا تلبسوا لباس أعدائي ولا تطعموا مطاعم أعدائي ، ولا تسلكوا مسالك أعدائي ، فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي» ورواه في عيون الأخبار عن الرّضا (عليهالسلام) عن آبائه (عليهمالسلام) قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تلبسوا ...» وذكر مثله.