٤ ـ أن يسأل عن صعاب المسائل وشرارها ، كما جاء في النهى عن الأغلوطات (١).
٥ ـ أن يسأل عن علة الحكم وهو من قبيل التعبدات ، أو يكون السائل ممن لا يليق به ذلك السؤال ـ كما في حديث قضاء الصوم دون الصلاة.
ـ فقد أخرج مسلم في صحيحه عن معاذة قالت : سألت عائشة فقلت : ما بال الحائض تقضى الصوم ولا تقضى الصلاة؟ فقالت : أحرورية أنت؟
قلت : لست بحرورية ، ولكني أسأل. قالت عائشة : كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة.
٦ ـ أن يبلغ بالسؤال إلى حد التكلف والتعمق ، وعلى ذلك يدل ما أخرجه مالك في الموطأ عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن عمر بن الخطاب خرج في ركب ، فيهم عمرو بن العاص. حتى وردوا حوضا. فقال عمرو بن العاص : يا صاحب الحوض!! هل ترد حوضك السباع؟ فقال عمر بن الخطاب : يا صاحب الحوض! لا تخبرنا. فإنا نرد على السباع وترد علينا.
٧ ـ السؤال عن المتشابهات ، وعلى ذلك يدل قوله ـ تعالى ـ (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ) .. الآية.
وعن عمر بن عبد العزيز : من جعل دينه عرضا للخصومات أسرع التنقل.
ومن ذلك سؤال رجل مالكا عن الاستواء ؛ فقد جاء رجل إلى مالك فقال : يا أبا عبد الله «الرحمن على العرش استوى» كيف استوى؟
قال راوي الحديث : فما رأيت مالكا وجد ـ أى غضب ـ في شيء كموجدته من مقالته.
وعلاه الرحضاء ـ أى العرق ـ وأطرق القوم. فقال مالك : الاستواء معلوم ، والكيف غير معقول. والإيمان به واجب. والسؤال عنه بدعة وإنى أخاف أن تكون ضالا.
٨ ـ السؤال عما شجر بين السلف الصالح ، وقد سئل عمر بن عبد العزيز عن قتال أهل صفين فقال : تلك دماء كف الله عنها يدي ، فلا أحب أن ألطخ بها لساني.
٩ ـ سؤال التعنت والإفحام وطلب الغلبة عند الخصام : وقد ذم القرآن هذا اللون من
__________________
(١) قال الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي عند تعليقه على هذه الكلمة : أخرج أبو داود عن معاوية أن النبي صلىاللهعليهوسلم نهى عن الغلوطات يفتح الغين وضم اللام جمع غلوطة .. وهي المسائل يغالط بها العلماء ليزلوا فيها فيهيج بذلك شر وفتنه. وقيل : أصلها أغلوطة خففت بطرح الهمزة كما تقول : لجر. وأنت تريد الآجر ـ حاشية تفسير القاسمى ج ٦ ص ٢١٧٨