مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٣٧) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٣٨) قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٣٩) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٤٠) قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (٤١) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ (٤٢) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٣) لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) (٤٤)
والمراد بالإنسان في قوله ـ سبحانه ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ) آدم ـ عليهالسلام ـ لأنه أصل النوع الإنسانى ، وأول فرد من أفراده.
والصلصال : الطين اليابس الذي يصلصل ، أى : يحدث صوتا إذا حرك أو نقر عليه ، كما يحدث الفخار قال ـ تعالى ـ (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ) (١).
وقيل : الصلصال : الطين المنتن ، مأخوذ من قولهم : صلّ اللحم وأصلّ ، إذا أنتن ..
قال الإمام ابن جرير : والذي هو أولى بتأويل الآية ، أن يكون الصلصال في هذا الموضع ، الطين اليابس الذي لم تصبه النار ، فإذا نقرته صل فسمعت له صلصلة ـ وذلك أن الله ـ تعالى ـ وصفه في موضع آخر فقال : (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ) فشبهه ـ تعالى ذكره ـ بأنه كالفخار في يبسه ، ولو كان معناه في ذلك المنتن لم يشبهه بالفخار ، لأن الفخار ليس بمنتن فيشبه به في النتن غيره» (٢).
والحمأ : الطين إذا اشتد سواده وتغيرت رائحته.
والمسنون : المصور من سن الشيء إذا صوره.
قال الآلوسى ما ملخصه : قوله (مِنْ حَمَإٍ) أى : من طين تغير واسود من مجاورة الماء ، ويقال للواحدة حمأة ـ بسكون الميم ـ ...
__________________
(١) سورة الرحمن الآية ١٤.
(٢) تفسير ابن جرير ج ١٤ ص ٢٨.