قال الامام أحمد : حدثنا يزيد ، أخبرنا همام بن يحيى ، عن قتادة ، عن سالم بن أبى الجعد ، عن معدان بن أبى طلحة ، عن أبى الدرداء عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ، عصم من الدجال».
وفي رواية عن أبى الدرداء ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال».
وأخرج الحاكم عن أبى سعيد الخدري ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة ، أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين (١)».
٣ ـ عرض إجمالى لسورة الكهف :
(أ) عند ما نقرأ سورة الكهف ، نراها في مطلعها تفتتح بالثناء على الله ـ تعالى ـ وبالتنويه بشأن النبي صلىاللهعليهوسلم وبالقرآن الذي نزل عليه ثم تنذر الذين نسبوا إلى الله ـ عزوجل ـ مالا يليق به ، وتصمهم بأقبح ألوان الكذب ، ثم تنهى النبي صلىاللهعليهوسلم عن التأسف عليهم ، بسبب إصرارهم على كفرهم.
قال ـ تعالى ـ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً. قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ، وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً. ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً. وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً. ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ ، كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً).
(ب) ثم ساقت السورة بعد ذلك فيما يقرب من عشرين آية قصة أصحاب الكهف ، فحكت أقوالهم عند ما التجأوا إلى الكهف ، وعند ما استقروا فيه واتخذوه مأوى لهم ، كما حكت جانبا من رعاية الله ، تعالى ، لهم ، ورحمته بهم .. ثم صورت أحوالهم وهم رقود ، وذكرت تساؤلهم فيما بينهم بعد أن بعثهم الله ـ تعالى ـ من رقادهم الطويل ، وإرسالهم أحدهم إلى المدينة لإحضار بعض الأطعمة ، وإطلاع الناس عليهم. وتنازعهم في أمرهم ، ونهى الله ـ تعالى ـ عن الجدال في شأنهم ، كما ذكرت المدة التي لبثوها في كهفهم.
قال ـ تعالى ـ (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً ، قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ. أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ ، وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً).
__________________
(١) راجع تفسير ابن كثير ج ٥ ص ١٣٠ طبعة دار الشعب.