أى : أولئك الذين عمروا دنياهم بالإيمان والعمل الصالح لهم جنات يقيمون فيها إقامة دائمة ، تجرى من تحت مساكنهم الأنهار.
(يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) والأساور : جمع سوار. وهو نوع من الحلي يلبس بزند اليد.
أى : يلبسون في تلك الجنات أساور من ذهب على سبيل التزين والتكريم.
ولا مانع من أن يضاف إلى هذه الأساور الذهبية ، أساور أخرى من فضة ، وثالثة من لؤلؤ كما في قوله ـ تعالى ـ : (وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ) (١).
وقوله ـ سبحانه ـ : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً ..) (٢).
وفي الصحيحين عن أبى هريرة أن رسول صلىاللهعليهوسلم قال : «تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء».
وقوله (وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) معطوف على ما قبله.
والسندس : ما رق من الحرير واحده سندسة.
والإستبرق : ما غلظ منه وثخن ، واحده إستبرقة.
أى : يتزينون في الجنات بأساور من ذهب ، ويلبسون فيها ثيابا خضرا من رقيق الحرير ومن غليظه.
ثم ختم ـ سبحانه ـ الآية بقوله : (مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً).
والأرائك : جمع أريكة. وهو كل ما يتكأ عليه من سرير أو فراش.
أى : متكئين في الجنات على الأرائك شأن المتنعمين المترفهين «نعم الثواب» ذلك الذي وعدهم الله ـ تعالى ـ به وهو الجنة «وحسنت» تلك الأرائك في الجنات «مرتفقا».
أى : متكأ ومقرا ومجلسا ومسكنا.
وبذلك نرى الآية الكريمة قد اشتملت على ألوان متعددة من التكريم والثواب لأولئك المؤمنين الذين عمروا دنياهم بالعمل الصالح.
__________________
(١) سورة الدهر الآية ٢١.
(٢) سورة الحج الآية ٢٣.