(وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)(١).
(وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)(٢)
(إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)(٣)
(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)(٤)
(إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ)(٥)
(إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)(٦)
ويقول في الآية محل البحث : (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ).
إنّ التدقيق في مثل هذه العبارات يوضح وجود رابطه خاصة بين هذه الامور المذكورة في هذه الآيات ، بحيث يمكن القول أنّ القدر المشترك بين الصفات الرذيلة في هذه الآيات السبعة المذكورة آنفاً هو حبّ الذات والغرور والعجب أو التكبّر الّذي يعد منبعاً للظلم والفساد والإسراف والفخر على الآخرين.
وهنا تقول الآية : إنّ الله تعالى لا يحب أيّاً من هذه الطوائف السبعة ، ومفهومها أنّ من يتصف بهذه الصفات ويكون مصداقاً لأحد هذه الطوائف فإنّه مطرود من ساحة الربوبية والرحمة الإلهية الواسعة ، لأنّه متصف بأخطر الرذائل الأخلاقية ، وهي التكبّر المانع من القرب إلى الله تعالى.
«الآية الثالثة عشر» من الآيات محل البحث وكما ورد في الروايات في شأن نزولها أنّها تتحدّث عن طائفة من نصارى نجران وتقول : «لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ
__________________
١ ـ سورة آل عمران ، الآية ١٤٠.
٢ ـ سورة المائدة ، الآية ٦٤.
٣ ـ سورة المائدة ، الآية ٨٧.
٤ ـ سورة الأنعام ، الآية ١٤١.
٥ ـ سورة الأنفال ، الآية ٥٨.
٦ ـ سورة القصص ، الآية ٧٦.