الأثيم : هو المرتكب لما يأثم به.
وقوله ـ عزوجل ـ : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ).
العتل : الفظ الغليظ ، والشديد الظلوم.
وقيل (١) : هو الفاحش اللئيم الضريبة.
وقال مجاهد : العتل : الشديد (٢) الأشر ، أي : الخلق ، وقد روي في الخبر عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظري [ولا العتل الزنيم» ، فقال رجل من المسلمين : يا رسول الله ، وما الجواظ](٣) والجعظري والعتل الزنيم؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما الجواظ فالذي جمع ومنع تدعوه لظى نزاعة للشوى ، وأما الجعظري : فالفظ الغليظ ؛ قال الله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران : ١٥٩] ، وأما العتل الزنيم : هو الشديد الخلق ، الرحيب الجوف المصحّح ، الأكول الشروب ، الواجد للطعام والشراب ، الظلوم للناس» (٤) ، وأما الزنيم :
هو الدعي الملصق (٥) بالقوم الملحق (٦) في النسب.
واستدلوا على ذلك بقول الشاعر :
زنيم ليس يعرف من أبوه؟ |
|
بغىّ الأمّ ذو حسب لئيم |
ويقول آخر :
زنيم تداعاه الرجال زيادة |
|
كما زيد في عرض الأديم الأكارع (٧) |
ومنهم من قال (٨) : إنه كانت به زنمة في أصل أذنه يعرف بها.
ومنهم من يقول : الزنيم : هو العلم في الشر.
ولقائل أن يقول : إذا كان تأويل العتل ما ذكر في الخبر ، ومعنى الزنيم : الدعيّ أو ما
__________________
(١) روي في معناه حديث عن القاسم وموسى بن عقبة قالا : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن العتل الزنيم قال : «هو الفاحش اللئيم» أخرجه ابن جرير (٣٤٥٩٨) و (٣٤٥٩٩) وابن أبي حاتم عنه كما في الدر المنثور (٦ / ٣٩٣) ، وهو قول الحسن وقتادة ومجاهد وغيرهم.
(٢) أخرجه ابن جرير (٣٤٦٠٨) وعبد بن حميد وابن المنذر عنه كما في الدر المنثور (٦ / ٣٩٢).
(٣) سقط في ب.
(٤) أخرجه أحمد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن عساكر عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم كما في الدر المنثور (٦ / ٣٩٣).
(٥) في ب : الملحق.
(٦) في ب : الملصق.
(٧) البيت للخطيم التميمي في لسان العرب (زنم) ولحسان بن ثابت في ديوانه ، وتاج العروس (زنم).
(٨) قاله الضحاك أخرجه ابن جرير عنه (٣٤٦١٧).