يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً (٧١)
المفردات :
(وَجِيهاً) الوجيه : العظيم القدر ، الرفيع المنزلة ، المعروف بكرم الفعال (سَدِيداً) : صوابا.
المعنى :
سبق أن بين الحق ـ تبارك وتعالى ـ أن إيذاء الله يوجب اللعن والطرد من رحمة الله ، وهذا الإيذاء يجر إلى الكفر ، وهناك نوع منه يجر إلى الإثم ، نهى الله المؤمنين عنه قائلا :
يا أيها المؤمنون لا تتقدموا إلى رسولكم بإيذاء أيا كان نوعه حتى لا تكونوا كالذين آذوا موسى ، فبرأه الله مما قالوا ، وأعد لمن آذاه عذابا شديدا. وكان موسى عند الله وجيها.
وقد ورد أن بعض الناس لم يرض بقسمة الرسول ، وبحكمه في الفيء ، وهذا بلا شك إيذاء.
أما إيذاء موسى فحسبك ما رواه القرآن من أن بعض بنى إسرائيل قالوا لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا. وقولهم : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة. وقولهم : لن نصبر على طعام واحد ، وقيل : إنهم كانوا يصفونه بأنه آدر.
فأراد الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يرشد المؤمنين إلى طريق الخير ، وينبههم إلى مواضع الخطر ، حتى لا يكونوا كبني إسرائيل مع موسى ، فإذا أمرهم الرسول بقتال لا يقولون : اذهب أنت وربك فقاتلا ، ولا يليق بالمؤمنين أن يسألوا ما لم يؤذن لهم فيه ،