مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (٧) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (٨) وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (٩) مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ (١٠)
المفردات :
(تَغُرَّنَّكُمُ) : تلهينكم (الْغَرُورُ) : الشيطان (حِزْبَهُ) : صحابه المتحزبين له المجتمعين حوله (سُوءُ عَمَلِهِ) المراد : عمله السيئ (حَسَناً) : صوابا (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ) : فلا تتعاط أسباب ذهاب النفس ، أى : هلاكها (حَسَراتٍ) : جمع حسرة وهي هم النفس على فوات أمر ، بمعنى التلهف الشديد على الشيء الفائت (فَتُثِيرُ سَحاباً) فتزعجه وتحركه (الْعِزَّةَ) المراد : العز والجاه (يَصْعَدُ) صعود الكلم الطيب فيه تجوز والمراد قبول الله له ، أو علمه به (يَبُورُ) : يهلك ويضيع.
وهذا كالدليل على ما سبق بيانه إجمالا من إثبات البعث والثواب.
المعنى :
يا أيها الناس إن وعد الله بالبعث والثواب والعقاب حق لا شك فيه ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا بأعراضها الزائلة ، وزخارفها الفانية ، فالآخرة خير وأبقى ، ولا تشغلنكم الدنيا بنعيمها ولذاتها عن العمل للآخرة حتى لا تكونوا في موقف الذي يقول : يا ليتني قدمت لحياتي!!