شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (١٣) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (١٦)
المفردات :
(وَأَثارُوا الْأَرْضَ) : حرثوها وزرعوها (السُّواى) : مؤنث الأسوأ ، والمراد بها النار (يُبْلِسُ) أبلس الرجل : إذا سكت وانقطعت حجته ، ولا يؤمل أن تكون له حجة ، والمبلس : الساكت المنقطع في حجته ، اليائس من أن يهتدى إليها (رَوْضَةٍ) الروضة : الجنة ، وأصلها النبات حول الغدير من البقول (يُحْبَرُونَ) : ينعمون ويسرون ، من الحبور وهو السرور.
ما سبق يفيد أنهم ينكرون ما يجب لله بإنكار تحقيق وعد الله. وأنهم ينكرون اليوم الآخر لأنهم عن الآخرة غافلون ، وفي هذا بيان أن ذلك الجهل والتقصير وعدم وضع الأمور في نصابها راجع لهم ، وإلا فأسباب العلم الصحيح والفكر السليم الموصل إلى الحقائق الواجبة لله موجودة معهم ، بل هي في نفوسهم وما حولهم.
المعنى :
أعموا ولم يتفكروا في أنفسهم من الذي خلقها فسواها؟ ومن الذي قدرها فهداها؟ أو لم يتفكروا في أنفسهم ، وما انطوت عليه من دقائق ودلائل شاهدة على أن هذا الخلق خلق الله ، وأن هذا التركيب العجيب تركيب الخبير البصير القوى الحكيم ، إنك إن نظرت في نفسك إلى جهاز الإحساس لرأيت عجبا ، أو إلى جهاز الدورة الدموية ، وكيف تخرج من القلب ثم تتفرع إلى فروع فشعيرات تصل إلى جميع أجزاء الجسم ثم تتجمع ثانية في شعيرات ثم في فروع إلى القلب والرئة لتصهر وتخرج نقية نظيفة صالحة