أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً (٤٠) إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (٤١)
المفردات :
(خَلائِفَ) : جمع خليفة (مَقْتاً) : غضبا شديدا (شِرْكٌ) : شركة (غُرُوراً) : باطلا (تَزُولا) : من الزوال ، أى : يمنعهما منه.
المعنى :
وهذا نقاش لهم بتعداد نعم الله عليهم وعلى الناس جميعا ، وبيان كمال قدرته ، مع تسليط الأضواء الكاشفة على آلهتهم وأصنامهم لنعرف أثرها وحقيقتها.
هو الذي جعلكم خلائف في الأرض يخلف بعضكم بعضا ، أنتم خلائف لله في أرضه (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (١) وهذا الوضع يقتضى منكم أن تتذكروا أنكم مفارقون لهذه الدنيا ، فلا تغتروا بها ، ولتنظروا إلى أنفسكم ، وأنتم خلفاء لله فلا تتخذوا معه شركاء لا يمتون لكم بصلة شريفة.
وأنتم خلفاء في أرضى ولقد حكمت أن من يكفر فعليه وزر كفره ، فمن كفر من الناس فعليه وبال كفره ، ولا يزيد الكافرين كفرهم عند الله إلا مقتا وغضبا شديدا ولا يزيدهم إلا خسارا في الآخرة وعذابا أليما.
يا عجبا لكم! قل يا محمد تبكيتا وتأنيبا : أخبرونى عن شركائكم الذين تدعون من دون الله ، ماذا خلقوا من الأرض؟ بل ألهم شركة في خلق السماء؟ بل أآتيناهم كتابا يشهد لهم بذلك؟ فهو حجة في أيديهم بأنهم شركاء في خلق أى شيء .. لا شيء من هذا
__________________
١ ـ سورة البقرة آية ٣٠.