وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً (٤٥)
المفردات :
(جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) : طاقتها وغايتها (نُفُوراً) : إعراضا وتباعدا عن الهدى (يَحِيقُ) : يحيط (يَنْظُرُونَ) : ينتظرون (لِيُعْجِزَهُ) : ليسبقه ويفوته.
بلغ قريشا قبل مبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم ، فقالوا : لعن الله اليهود والنصارى أتتهم رسلهم فكذبوهم ، فو الله لئن أتانا رسول لنكونن أهدى من إحدى الأمم ، فلما بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم كذبوه.
المعنى :
وأقسموا بالله جاهدين بالغين طاقة جهدهم ، وغاية أيمانهم ، وذلك لأنهم كانوا يحلفون بآبائهم وأصنامهم ، فإذا اشتد عليهم الحال ، وأرادوا تحقيق الحق حلفوا وأقسموا بالله جهد أيمانهم وطاقتها ، لئن جاءهم نذير من أنفسهم ، ونبي من العرب ـ وكانوا يتمنون ذلك لأن الأنبياء كانت من بنى إسرائيل ـ ليكونن أهدى من كل الأمم ، وليؤمننّ به مسرعين.
فلما جاءهم نذير من العرب ، ورسول من أشرف قبائلهم ما زادهم النذير إلا نفورا وإعراضا عن الحق الذي جاء ، حالة كونهم مستكبرين في الأرض وحاسدين وباغين ، وماكرين مكر السوء على الضعاف والأتباع وحرصا على دنيا كاذبة ، وعرض زائل ولا يحيق المكر السيّئ إلا بأهله ، وقد وقعوا في شر أعمالهم ، وباءوا بالخسران المبين في الدنيا والآخرة.